الثلاثاء، 24 مايو 2016

مقال ابلة شروق عن الاتيكيت الاسلامى (حلقة - 1) فى السنة النبوية




http://honalshorouk.blogspot.com/2016/05/1_24.html

الاتيكيت من السُنَّة النبوية

ترك لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم سنن كثيرة تعلمنا الكثير من الآداب التى يجب ان نتبعها فى كل وقت والأولى بنا ان نتبعها فى رمضان.

وسنبدأ بالحديث عن اكثر الاشياء التى نجيدها وهى كثرة الكلام
فإن الله سبحانه وتعالى قد أمرنا بحفظ اللسان ورسول الله صلى الله عليه وسلم قد حذرنا من إفراط اللسان حتى قال عليه الصلاة والسلام : إن الرجل ليتكلم بالكلمة لا يرى بها بأسا يهوى بها سبعين خريفا فى النار. (خريفا اى عاما)

وقال صلى الله عليه وسلم إن الرجل ليتكلم بالكلمة من رضوان الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله له بها رضوانه إلى يوم القيامة وإن الرجل ليتكلم بالكلمة من سخط الله تعالى ما يظن أن تبلغ ما بلغت فيكتب الله عليه بها سخطه إلى يوم القيامة.

وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ : (إِنَّ الْعَبْدَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ مَا يَتَبَيَّنُ فِيهَا يَزِلُّ بِهَا فِي النَّارِ أَبْعَدَ مِمَّا بَيْنَ الْمَشْرِق والمَغْرِب)

 ومعنى مَا يَتَبَيَّنُ أى يطلق الكلام  دون تبصر ولا انتباه ولا تقويم للكلمة ولا بحث ولا نظر فقد يتكلم بالكلمة ما يتبين فيها قد يكون فيها اعتداء على إلوهية الله وربوبيته (مثل بعض الالفاظ التى يستخدمها العامة فى يومهم كوصف اليوم او سب الزمن والساعة ) أواعتراض على قضاءه وقدره ونحو ذلك ( مثل قول بعضهم – اشمعنى انا يارب – او انا عملت ايه علشان يجرالى كذا ) فيسقط بها فى النار أبعد ما بين المشرق والمغرب.

ولذلك لما نصح النبي صلى الله عليه وسلم معاذا قال له : ألا أخبرك بملاك ذلك كله كُفْ عليك هذا و أشار إلى لسانه، قال يا نبى الله : وإنا لمؤاخذون بما نتكلم به قال ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس في النار على وجوههم إلا حصائد ألسنتهم ؟

 وكلمة ثكلتك أمك يا معاذ هذه من العبارات الدارجة عند العرب التي لا يقصد النبي صلى الله عليه وسلم معناها الحرفى او يعني بها  الدعاء عليه لأن النبي صلى الله عليه وسلم لا يدعو على أحد من أمته بدعوة لا يستحقها إلا جعلها الله له رحمة وثوابا يوم القيامة

 فبين النبي عليه الصلاة والسلام أن من أعظم أسباب دخول النار حصائد الألسنة ولذلك جاء كلام السلف في حبس اللسان كثيرا  فمن ذلك قول ابن مسعود رضي الله عنه : ما رأيت أحوج إلي طول سجن من اللسان وقال الحسن : اعقل لسانك إلا عن حق تقيمه أو باطل تلحظه أو حكمة تنشرها أو نعمة تذكرها.

ولذلك ألف علماء السلف فى فضل الصمت مؤلفات كثيرة مثل ما فعل ابن أبي الدنيا رحمه الله تعالى وتكلم العلماء في مساوئ الإكثار من الكلام والحث على التقليل منه وأن الإنسان إذا عد كلامه ليوشكن أن يعرف ماذا يسود به صحائف أعماله.

الحلقة الثانية من هنا 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق