الأربعاء، 25 مايو 2016

الاتيكيت الاسلامى فى رمضان (حلقة _ 3) السيدات أولا

 http://honalshorouk.blogspot.com/2016/05/3_25.html



من اشهر قواعد الإتيكيت التى نعرفها ان " السيدات اولا " وهذا يعنى تقديم النساء على الرجال فى المجتمعات والاماكن العامة وغيرها فماذا يقول الاسلام فى هذا الشأن؟

بدأ الاسلام فى اهتمامه بالمرأة من المنزل اى من الداخل فعمل على التوصية بها وهى زوجه لتربى ابنائها تربية صحيحة  ثم  وهى أم ولم يغفل التوصية بها وهى ابنة.

ولنبدأ فى استعراض الامر من قوله تعالى " وَمِنْ آَيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ" ( سورة الروم : 21 )
وضمت هذه الآية اعظم قانون اذا اتبعناه فلا حاجة بنا لقوانين الاحوال الشخصية ولا لمحاكم الاسرة ولست هنا فى مقام تفسير الآية ولا أجرؤ على ذلك ولكن دعونا نتفكر فى الآية كما أمرنا ربنا سبحانه وتعالى فى آخرها.

وقبل ان توصينا الآية بشئ لفتت النظر الى خلق المرأة من نفس الرجل فكيف يعامل الرجل نفسه او بعض من نفسه ثم بينت دور الزوجة بانها سكن وليس المقصود هنا بالسكن ( المنزل ) بل هذا المعنى جزء موجود فى المعنى الاكبر فهى سكن وسكون وسكينة وسكنى.

ثم وضعت الآية شروط العقد وهى المودة والرحمة واختتمت الآية بدعوة الناس للتفكر فيها وسنستعرض الان شروط العقد على الطرفين الزوج والزوجة وكيف تكون المودة والرحمة بينهما.

اول وجوه الرحمة فى الاسلام حرص كلاً من الزوجة والزوج على بعضهما فهل تخاف على زوجتك من النار وهل تخافين على زوجك .... فهذا حديث رسول الله حيث يقول -صلى الله عليه وسلم- معلماً الأزواج والزوجات هذا الحق : "رحم الله امرئ ً قام من الليل فصلى، فأيقظ أهله، فإن لم تقم رش وجهها بالماء، ورحم الله امرأةً قامت من الليل تصلى وأيقظت زوجها، وإذا لم يقم رشت على وجهه من الماء" رواه أبو داود والنسائى.

ونعرف من ذلك ان من حقوق المرأة على زوجها ان يعلمها دينها فهو يذهب الى المسجد ويصلى الجمعه ويقابل الخطباء وأئمة المساجد بينما هى فى بيتها تقوم على شئونه فيقول سبحانه وتعالى: (يأيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً وقودها الناس والحجارة) سورة التحريم:6

ومن أفضل صور رحمة المرأة  أن يساعدها زوجها  في ترتيب شئون البيت وإصلاحه، كما كان يفعل النبى مع نسائه في بيوتهن، فعن الأسود قال: سألت عائشة – رضي الله عنها -  ما كان يصنع النبي صلي الله عليه وسلم في أهله؟ فقالت " كان في خدمة أهله؛ فإذا حضرت الصلاة قام إلى الصلاة " رواه البخاري في الصلة والأدب، وقال في رواية أخرى: " ما يصنع أحدكم في بيته: يخصف النعل، ويرقع الثوب، ويخيط " البخاري وأحمد وابن حبان

اعرف ان هناك من الرجال من يأنف او يتكبر على تلك الامور بحجة أنه عمل النساء ولكن ألا ترون معى ان هذا الحق اصبح ضرورة للحياة خصوصاً هذه الأيام التي كثرت فيها الواجبات، وخرجت كثير من النساء للعمل لعدم كفاية المورد، ولغلاء الأسعار، وليقتدى الرجال بالرسول صلي الله عليه وسلم فى ذلك.

فهل تعلم عزيزى الزوج انه من  السنة أن تصنع الشاي مثلاً لنفسك واذا كنت تجيد الطبخ فمن السنة ايضا ان تعينها عليه، وتغسل ما تحتاج إلى غسله، كل هذا من السنة، أنت إذا فعلت ذلك تثاب عليه ثواب سنة، اقتداء بالرسول عليه الصلاة والسلام وتواضعاً لله عزّ وجل؛ ولأن هذا يزيد فى المودة بينك وبين أهلك.

ونطرح هنا سؤالا تحت هذه الظروف ألا يحق للمرأة ان تخطئ او تنسى فالأولى بالرجل ان يجد لها عذرا لا ان يوبخها او يتصيد لها الاخطاء وما أظن ان القوامة جعلت للرجل الا لانه يستطيع ان يتغاضى عن هفوات الزوجة وعليه أن يحتمل لحظات غضب زوجته التى من الممكن ان تمر عليها لحظات وفترات تتعكر فيها الأمزجة، ويشتعل الغضب، ويضيق الصدر.

وأختم هذه الحلقة بهذا الموقف الرائع من بيت رسول الله حين كان جالسا فى بيت أم المؤمنين عائشة  فيطرق الباب خادم أمِّ المؤمنين زينب بنت جحش يحمل بين يديه طعامًا صنعته زينب للنبيِّ صلى الله عليه وسلم فتحركت في قلب عائشة غيْرتها، ووجدت فى نفسها ما تجده كلُّ امرأةٍ بفطرتها وغريزتها تجاه ضرَّتِها، فأخذت الصفحة ( الوعاء او الطبق) من يد الخادم فضربتها بحجرٍ فكسرتها نصفين، وتناثر الطعام يمينًا وشمالاً!!

فاسأل نفسك عزيزى الزوج لو ان هذا حدث معك فماذا انت فاعل ؟

وتعالى ننظر ماذا صنع نبيُّنا وقدوتنا صلى الله عله وسلم أمام هذا المنظر؟ هل اعتبر هذا التصرُّف قضيةً تقلِّل من هيبته وتخلخل قِوَامته؟ أم تراه أسمع زوجته سلسلةً من كلمات العقاب وعبارات التوبيخ؟ أم تراه توعَّدها بالهجران؟

ادرك الرسول في المرأة نفسيَّتها وسبب خطأها. فقام صلى الله عليه وسلم يجمع بيده الكريمة الطعام من هنا وهنا، وهو يقول: (غارَتْ أمُّكم. غارَتْ أمُّكم.)، ثم وضع الطعام في صفحة عائشة السليمة، وأهداها للخادم، وأبقى الصفحة المكسورة عند عائشة.

فى الحلقة القادمة ان شاء الله سنواصل حديثنا عن اوجه المودة والرحمة بين الزوجين وغيرها من قواعد الاتيكيت فى الاسلام.

لمراجعة الحلقة الثانية من هنا 
لمراجعة الحلقة الأولى  من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق