السبت، 14 مايو 2016

مقال رئيس التحرير (عمر والقضاء)


هناك امر اختلف فيه الناس عن تولى القضاء وكيف يتم اختيار القاضى وتوريث المناصب وبالرغم من انها مهنة سامية الا ان السلف الصالح كانوا يفرون منها.

 ولكن  مع مرور الزمن أصبح الكثيرون يتجرأون على هذه المهنة وأصبح التساهل في تعيين القضاة بمعايير بعيدة عن الطريق القويم  وأصبح منصب القاضي للوجاهة والحصول
على امتيازات مادية ومعنوية كبيرة.

 فأظن ان الناس يجب ان تهرب من تولى مثل هذه المهنة لا ان تتكالب عليها ونصحنا السلف الصالح بالهروب من إمامة الناس فى الصلاة فما بالكم بتولى القضاء بينهم.

واسوق لكم هذه الصفات من سيرة عمر رضى الله عنه


استنبط العلماء أهم صفات القاضي المراد تعيينه:

1- العلم بالأحكام الشرعية: لأنه سيطبقها على الحوادث، ويستحيل عليه تطبيقها مع الجهل بها.

2- التقوى: فقد كتب عمر إلى معاذ بن جبل وأبي عبيدة بن الجراح أن انظرا رجالاً من صالحي من قبلكم فاستعملوهم على القضاء.

3- الترفع عما في أيدي الناس: فقد قال عمر رضي الله عنه: لا يقيم أمر الله إلا من لا يصانع، ولا يضارع ولا يتبع المطامع.

4- الفطنة والذكاء: ويشترط في القاضي أن يكوناً فطناً ذكياً ينتبه إلى دقائق الأمور، فعن الشعبي أن كعب بن سوار كان جالساً عند عمر فجاءته امرأة فقالت: يا أمير المؤمنين ما رأيت رجلاً قط أفضل من زوجي، والله إنه ليبيت ليله قائماً، ويظل نهاره صائماً في اليوم الحر ما يفطر، فاستغفر لها وأثنى عليها وقال: مثلُك أثنى بالخير، قال: فاستحيت المرأة فقامت راجعة، فقال كعب: يا أمير المؤمنين هلا أعديت المرأة على زوجها. قال: وما شكَت؟ قال: شكت زوجها أشد الشكاية، قال: أَوَ ذاك أرادت؟ قال: نعم، قال: ردُّوا عليَّ المرأة فقال: لا بأس بالحق أن تقوليه، إن هذا زعم أنك تشكين زوجك إنه يَجْنَبُ فراشك، قالت: أجل، إني امرأة شابة وإني لأبتغي ما تبغي النساء، فأرسل إلى زوجها فجاء، فقال لكعب: اقض بينهما، قال: أمير المؤمنين أحق أن يقضي بينهما، قال: عزمت عليك لتقضين بينهما فإنك فهمت من أمرهما ما لم أفهمه، قال: إني أرى كأنها عليها ثلاثة نسوة هي رابعتهم فأقضي له بثلاثة أيام بلياليهن يتعبد فيهن، ولها يوم وليلة فقال عمر: والله ما رأيك الأول أعجب إليّ من الآخر، إذهب فأنت قاضٍ على البصرة.

واخيرا كتب عمر( رضى الله عنه ) إلى بعض عماله لا تستقضين إلا ذا مال وذا حسب؛ فإن ذا المال لا يرغب في أموال الناس، وإن ذا الحسب لا يخشى العواقب بين الناس.

نسأل الله الحكم العدل ان يولى علينا من يخافه ويخشاه .......قولوا آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق