الخميس، 26 مايو 2016

الاتيكيت الاسلامى فى رمضان (حلقة _ 4) مع الزوجة

http://honalshorouk.blogspot.com/2016/05/4_26.html



استكمالا للحلقة السابقة  وحديثنا عن الاتيكيت فى الاسلام  وبدأنا بالاتيكيت مع الوالدين  ثم انتقلنا الى الاتيكيت بين الزوجين وتكلمنا عن بعض صور الرحمة التى حثنا عليها الاسلام  ونكمل حديثنا اليوم عن قواعد الاتيكيت  بين الزوج والزوجه.



فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
( لَا يَفْرَكْ مُؤْمِنٌ مُؤِمْنِةً: إِنْ كَرِهَ مِنْهَا خلقا رضي منها آخر ) رواه  مسلم.


والرسول هنا ينبه الزوج الى انه اذا وجد فى زوجته مايكرهه فعليه ان يبحث لها عن خلق آخر موازى لكى لا يصب كل اهتمامه على ما يضايقه منها فيزيد من كرهه لها واذا كان الحديث الشريف تكلم عن الزوج الا ان الوصف الأول للزوج والزوجة كان وصف الايمان وكما وصف الزوجان بالايمان فان معنى الحديث ينسحب ايضا على الزوجين.


ومن القواعد الهامة ايضا فى علاقة الزوجين احترام الزوج لزوجته وأهلها وكذلك الزوجة, فنهى الرسول عن السب فقال صلى الله عليه وسلم  قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: " سباب المسلم فسوق ، وقتاله كفر"  كما نهى عن سب الرجل لوالدى غيره فيرتد على والديه فقال صلى الله عليه وسلم (من الكبائر شتم الرجل والديه, قالوا: يا رسول الله وهل يشتم الرجل والديه؟ قال: نعم يسب أبا الرجل فيسب أباه ويسب أمه فيسب أمه).


وعَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ - رضي الله عنه - قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللهِ - صلى الله عليه وسلم (أَتَدْرُونَ مَنْ الْمُفْلِسُ؟.....قَالُوا :  الْمُفْلِسُ فِينَا مَنْ لَا دِرْهَمَ لَهُ وَلَا مَتَاعَ فَقَالَ: " إِنَّ الْمُفْلِسَ مِنْ أُمَّتِي يَأتِي يَوْمَ الْقِيَامَةِ بِصَلَاةٍ , وَصِيَامٍ , وَزَكَاةٍ، وَيَأتِي قَدْ شَتَمَ هَذَا، وَقَذَفَ هَذَا وَأَكَلَ مَالَ هَذَا، وَسَفَكَ دَمَ هَذَا، وَضَرَبَ هَذَا، فَيُعْطَى هَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، وَهَذَا مِنْ حَسَنَاتِهِ، فَإِنْ فَنِيَتْ حَسَنَاتُهُ قَبْلَ أَنْ يُقْضَى مَا عَلَيْهِ [مِنْ الْخَطَايَا] أُخِذَ مِنْ خَطَايَاهُمْ فَطُرِحَتْ عَلَيْهِ، ثُمَّ طُرِحَ فِي النَّارِ .


فاذا كان الامر كذلك فلا يليق ان يتعسف بعض الجهلاء فى معاملة زوجاتهم، ويسيئون استخدام حق القوامة ويحسبون الرجولة والشجاعة في إهانة أولئك الضعيفات من خلال كثرة السباب والشتم وتقطيب الجبين والحاجب، وإظهار العبوس والتبرم؛ فلا يعجبه العجب ولا يرضيه شئ.


ولايجب على الرجل ان يستهزئ بزوجته والسخرية منها والتندر بشخصها وشخصيتها؛ يخلع عليها أسوأ الألقاب، ويناديها بأقبح الأنساب؛ وقد يزيد في إهانتها أمام أولادها خاصة, مما ينقص هيبتها ويجرح كرامتها ويعصف بكبريائها ومن ثم يفقدها احترام أولادها ويسلطهم عليها.


وقد تتعدى إهانة الزوجة إلى إهانة أهلها وذويها والسخرية منهم والتندر بهم فهل هذا من الاسلام ؟؟!! فما بالكم بمن يضرب زوجته ....نعم يضرب زوجته!!!!


ورغم أوامر الله سبحانه وتعالى للرجل بأن يراعي المرأة بما يرضى الله أيا كانت العلاقة.. وأيضا وصايا الرسول صلى الله عليه وسلم وأشهرها (رفقا بالقوارير) إلا أن كثيراً من الناس ينسى كل ما سبق فمن لا يحرم الحرام، ويتقِ الله في نفسه وفي بيته، لا يستحي أن يفعل أى شئ  وبالتالي لا يحسن العشرة، ولا يعرف كيف يعامل زوجته بلطف وعاطفة.


 ولا ننسى  دور البيئة والتنشئة على ابناء مثل تلك الأسر  فالفتاة التي تفتح عينيها على أم تستهين بالقيم الأخلاقية، وتميل إلى الهمجية والابتزاز المادي، غالبا ما تحذو حذو أمها، والولد عندما يكبر، ويتزوج في الغالب سيعامل زوجته بمثل ما كانت تعامل به والدته من قبل وأيضا الابن الذي يرى والده ينزلق إلى الرذيلة غالبا ما يسير على منهج والده ولا يجد غضاضة في الجنوح إلى العنف.

  
ولهذا لابد أن نعرف كيف نربي أولادنا على القيم الدينية، وعلى صلة الرحم، ومادام هناك أسر تخيم على شئونها القيم النبيلة، فإن الضرب لن يحدث.... ولكن من المدهش ان نسمع عن زوجة تسب زوجها او تضربه رغم انها تعرف انه بابها الى الجنة فعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أيما امرأة ماتت وزوجها عنها راض دخلت الجنة).


لذلك لا بد وأن تراعى كل زوجة تصرفاتها جيدا أمام زوجها وتطيعه لأن طاعته من طاعة الرب فالرسول صلى الله عليه وسلم قال: (لو أمرت الزوجة أن تسجد لغير الله لأمرتها بالسجود لزوجها).


ونختم لقائنا بصورة من بيت النبوة حين اصطلح الرسول فى الحديبية، فيأمر النبيُّ صلى الله عليه وسلم أصحابَه وقد احرموا بأن ينحروا ويحلِقوا، فثقل هذا الأمر على نفوس الأصحاب رضي الله عنهم فما خرجوا من ديارهم إلا لأجل العمرة.


فلم يمتثلوا أمرَ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فدخل النبيُّ صلى الله عليه وسلم خيمته وقد عُرف في وجهه الأسى والغضب؛ فتسأله أم المؤمنين أم سلمة؛ فيقول: ((ما لي أمرُ بالأمر فلا يُتَّبَع))!


وأخبرها الخبر، فأشارت عليه رضي الله عنها بمشورةٍ طابت لقلب النبيِّ صلى الله عليه وسلم حيث قالت: "اخرج ولا تكلِّم أحدًا، ثم انحرْ هَدْيَك واحلق رأسكَ؛ فإنهم سيفعلون كما تفعل".

فأخذ المصطفى صلى الله عليه وسلم بمشورة زوجته وصنع كما أشارت.


وفى الحلقة القادمة بإذن الله سنتحدث عن اتيكيت الزيارة فى رمضان 

لمراجعة الحلقة السابقة من هنا

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق